هكذا عبّرت كلمات القاضي والفقيه اللغوي القلقشندي عن تقدير العرب منذ القدم لفن الخط العربي، وهو الذي كان يدفع بصاحبه للمجد ومجالسة الخلفاء والاتصاف بالحكمة، وقد لعب الخط العربي دورا جوهريا في حفظ ذاكرة العرب والقيام بوظيفة المراسلة وتدوين العلوم وكان حلية وزينة في كل بيت ومسجد وقصر، ولذا قالوا : ” الخط نصف العلم ، كل علم ليس في القرطاس ضاع ”
يقول المستشرق دونسون روس : ” إن حروف العربية مرنة سهلة لها في النفوس ما للصور من الجمال الفني ولا سيمّا حين تنقش على المباني، سواء كان ثلثا أو نسخا أو كوفيا”.
في الحلقة الأولى تعرفنا على أصل الكتابة والخط العربي، وكيف ازدهر فن الخط في عهد المسلمين الأوائل، وما تأثير نسخ المصاحف على تطور فن الخط العربي، ثم متى ظهر التنقيط وما الحاجة إلى ذلك، واليوم نتعرف على نشأة اشهر الخطوط العربية كالكوفي والنسخ والثلث والديواني، ومن أشهر الخطاطين العرب وبعضهم له سير عجيبة كابن مقلة كاتب عصره الذي قطع الخليفة يده فكتب بالأخرى!