قديما قيل: «الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية، إن جَوَّدت قلمك جودت خطك، وإن أهملت قلمك أهملت خطك».
ياقوت بن عبد الله الموصلي، خطاط عربي شهير توفي 618هـ
وإلى جانب الوظائف السامية التي قامت بها الحروف العربية كوسيط لنقل المعارف والتراث ونسخ القرآن الكريم، وقد تطرقنا خلال الحلقتين الأولى والثانية إلى جوانب من تلك الرحلة، فإننا اليوم نجد أن تلك الحروف من الناحية الفنية تتمتع بالقدرة على الصعود والنزول والانبساط والمرونة في تغيير اشكالها لذا يعد الخط العربي فنًا تشكيليًا، ، والأهم هو إمكانية التداخل والتشابك بين الحروف خاصة في الحروف الرأسية كالألف واللام لتصنع حوارا شكليا جميلا أقرب للزخرفة، وتلك الصفات تجعل الحرف سهل التعبير عن حركته وكتلته فينتج حركة ذاتية تجعل الخط خفيف الكتلة وذو رونق مستقل يجعله يحقق احساسًا بصريًا ونفسيًا وايقاعًا جميلًا.([1])