التعلم عن بعد شكل من أشكال توجيه التعليم للطلاب الذين تفصل بينهم مسافة (أي غير موجودين مادياً في نفس المساحة) والتي تقوم فيها مؤسسة تعليمية بتخطيط المواد التربوية وإعدادها وتقديمها ليتعلمها الطلاب سواء في ذات الوقت بالتعلم التزامني أو وفق جدولهم الخاص في التعلم غير المتزامن.
وينقل كتاب “التدريس والتعليم باستخدام التكنولوجيا” لكل من دوفي ومكادونالد، تفاصيل هامة عن كل نمط وفق مدى تزامنها بين الطلاب والمعلم :
التعلم المتزامن:
يحدث التعلم المتزامن في الوقت الحقيقي ، مع تفاعل جميع المشاركين في نفس الوقت ، في حين أن التعلم غير المتزامن يسير بوتيرة ذاتية ويسمح للمشاركين بالانخراط في تبادل الأفكار أو المعلومات دون اعتماد مشاركة المشاركين الآخرين في نفس الوقت.
يشير التعلم المتزامن إلى تبادل الأفكار والمعلومات مع مشارك واحد أو أكثر خلال نفس الفترة. ومن الأمثلة على ذلك المناقشة وجهًا لوجه، وتعليمات المعلمين المباشرين عبر الإنترنت وتعليقاتهم، ومحادثات Skype، وغرف الدردشة أو الفصول الدراسية الافتراضية حيث يكون الجميع على الإنترنت ويعملون بشكل تعاوني في نفس الوقت. وبما أن الطلاب يعملون بشكل تعاوني، فإن التعلم المتزامن يساعد الطلاب على أن يصبحوا أكثر انفتاحاً لأنهم يجب أن يستمعوا بنشاط ويتعلموا من أقرانهم. يعزز التعلم المتزامن الوعي عبر الإنترنت ويحسن مهارات الكتابة للعديد من الطلاب.
في التعلم المتزامن، يكون جميع المشاركين “حاضر” في نفس الوقت. وفي هذا الصدد، فإنه يشبه أساليب التدريس التقليدية في الفصول الدراسية على الرغم من أن المشاركين يقعون عن بعد. وهو يتطلب تنظيم جدول زمني. المؤتمرات على شبكة الإنترنت ، والتداول بالفيديو ، والتلفزيون التعليمي ، والتلفزيون التعليمي هي أمثلة على التكنولوجيا المتزامنة ، وكذلك البث المباشر للأقمار الصناعية (DBS) ، وراديو الإنترنت ، والبث المباشر ، والهاتف ، والصوت عبر بروتوكول الإنترنت على شبكة الإنترنت. يساعد برنامج مؤتمرات الويب على تسهيل الاجتماعات في دورات التعلم عن بعد وعادة ما يحتوي على أدوات تفاعل إضافية مثل الدردشة النصية واستطلاعات الرأي ورفع اليد والرموز وما إلى ذلك.
تدعم هذه الأدوات أيضًا المشاركة غير المتزامنة من قبل الطلاب القادرين على الاستماع إلى تسجيلات الجلسات المتزامنة. كما تم استخدام بيئات غامرة (لا سيما SecondLife) لتعزيز حضور المشاركين في دورات التعليم عن بعد.
يلائم هذا النمط الطلاب في مراحل التعليم الأساسية ممن يحتاجون لتوفر مناهج محددة ودراستها عن بعد من خلال المدارس او مراكز التعليم المختلفة.
ومن أنماطه الشائعة وفق كتاب “الدليل العملي للتعلم الإليكتروني”:
الفصول الدراسية الافتراضية
(يوفر الفصل الافتراضي فرصة للطلاب لتلقي التعليم المباشر من معلم مؤهل في بيئة تفاعلية. يمكن للمتعلمين الوصول المباشر والفوري إلى مدربهم للحصول على ردود الفعل الفورية والتوجيه. يوفر الفصل الافتراضي جدولًا منظمًا للفصول الدراسية ، والذي يمكن أن يكون مفيدًا للطلاب الذين قد يجدون أن حرية التعلم غير المتزامن تشتتهم. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الفصل الافتراضي بيئة تعلم اجتماعي )
وهناك أنماط أخرى مثل:
مؤتمرات الصوت والفيديو
الدردشه
بينرس
مشاركة التطبيقات
المراسلة على الفور
التعلم غير المتزامن:
في التعلم غير المتزامن، يصل المشاركون إلى مواد الدورة التدريبية بمرونة على جداولهم الخاصة. لا يُطلب من الطلاب أن يكونوا معًا في نفس الوقت. المراسلات البريدية، التي هي أقدم شكل من أشكال التعليم عن بعد، هي تقنية توصيل غير متزامنة، وكذلك منتديات لوحة الرسائل والبريد الإلكتروني والتسجيلات الصوتية والفيديو والمواد المطبوعة والبريد الصوتي والفاكس.
ويلائم هذا النمط الطلاب الأكبر عمرا في الدراسة مثل طلبة الجامعة والدراسات الحرة عموما والذين يرتبطون باعمال.ولكنه نمط يفتقد للتواصل الحي وتبادل الآراء والتعلم المشترك بين المتدربين والمدرب.
ومن أنماطه الشائعة:
دورات الإنترنت الذاتية (التعلم الذاتي)
منتديات ومجموعات المناقشة
لوحات الرسائل
التعلم المختلط:
يمكن الجمع بين الطريقتين. العديد من الدورات التي تقدمها الجامعات المفتوحة وعدد متزايد من المؤسسات القائمة على الحرم الجامعي تستخدم دورات دورية من التدريس السكني أو اليومي لاستكمال الدورات المقدمة عن بعد. هذا النوع من التعليم المختلط القائم على المسافة والحرم الجامعي أصبح يسمى مؤخرًا “التعلم المختلط” أو أقل في كثير من الأحيان “التعلم الهجين”. العديد من الجامعات المفتوحة تستخدم مزيجا من التقنيات ومزيج من طرائق التعلم (وجها لوجه، والمسافة، والهجين) كل ذلك تحت عنوان “التعلم عن بعد”.
كما يمكن للتعلم عن بعد استخدام التعليم الإذاعي التفاعلي (IRI)، والتعليم الصوتي التفاعلي (IAI)، والعوالم الافتراضية عبر الإنترنت VR، والألعاب الرقمية، والحلقات الدراسية عبر الإنترنت، والبث الشبكي، وكلها يشار إليها باسم التعلم الإلكتروني.
في نموذج التعلم الذاتي المختلط (المزيج)، يأخذ الطلاب دورات عبر الإنترنت بالإضافة إلى تعلمهم التقليدي وجهًا لوجه. ولهذا يعده الخبراء هو الأفضل بين أنظمة التعلم.
يتم التعامل مع نموذج التعلم المختلط ذاتيًا بشكل عام من قبل الطلاب الذين يختارون أخذ دورات عبر الإنترنت خارج الوقت الذي يقضونه في الدورات التقليدية.
تقنيات الواقع الافتراضي وأنواعها
يعد الواقع الممتد Extended Reality، والواقع الافتراضي Virtual Reality، والواقع المعزز Augmented Reality ، والواقع المدمج ( أو ما يسمى بالمختلط ) Mixed Reality من أحدث المصطلحات التقنية لا سيما في مجال التعليم، وفي الفصول والمناهج الدراسية، وتستخدم في مناهج العلوم بطريقة ممتعة وتزيد من تعمق الطالب فيما يدرسه خاصة وأنه ينتقل عبر معامل الواقع الافتراضي أو جهاز الحاسوب لواقع ثلاثي الأبعاد مجسم يبحر فيه كيفما شاء.
ونقلا عن مجلة “تعليم جديد” الإليكترونية، يخبرنا المصمم كاتلين ايرفن في مدونة “فيجت” عن الفارق بين ( الواقع الممتد، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والواقع المدمج ( المختلط ) :
الواقع الممتد ( Extended Reality (XR
تم إضافة مصطلح الواقع الممتد إلى المصطلحات التقنية حديثاً، ويشير إلى البيئات الحقيقية، والافتراضية معاً، وإلى التفاعل بين الإنسان والعناصر التي تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب؛ كما يعد الواقع الممتد مظلة لكل من الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والواقع المدمج، فهو يشملها جميعها تحت اسم واحد وهو الواقع الممتد.
الواقع الافتراضي ( Virtual Reality (VR
يعد الواقع الافتراضي تقنية واقعية جديدة راسخة لا سيما في مجال الألعاب، لكن اليوم نرى هذه التقنية في تطبيقات عملية أكثر، كما يمكن عمل الواقع الافتراضي باستخدام محتوى حقيقي بحت (فيديو 360 )، أو محتوى اصطناعي بحت ( تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب )، أو مزيج من كليهما، وذلك باستخدام جهاز يثبت على الرأس لتوليد الأصوات الواقعية والصور والأحاسيس الأخرى.
إن الواقع الافتراضي الحقيقي يمكن أن يشغل جميع الحواس (التذوق، والنظر، والشم، واللمس، والسمع) لكن ليس في جميع الأحوال يمكن جمع جميع الحواس معاً.
الواقع المعزز (Augmented Reality (AR
إن الواقع المعزز عرض مركب لمحتوى تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب على أرض الواقع وذلك لتعزيز الواقع الحقيقي بعناصر افتراضية؛ ومن أشهر الأمثلة التي تستخدم الواقع المعزز: ترجمة جوجل Google، كما أن متجر ايكيا يستخدم أيضا تطبيق IKEA Place والذي يعد من أحدث تطبيقات الهواتف المحمولة، والذي يستخدم الواقع المعزز للتأثير بشكل كبير على طريقة شراء الأثاث في المنزل؛ الفرضية الأساسية هي أن المتسوقين يختارون عنصرًا من الصور المعروضة، ثم باستخدام الكاميرا على أجهزتهم المحمولة يمكنهم وضع الأثاث الرقمي في أي مكان في غرفة معينة؛ يتم ضبط المنتج تلقائيًا ليتناسب مع المساحة (التي ترى ايكيا أنها صحيحة بنسبة 98٪) ويمكن نقلها أو تدويرها داخل العرض.
على الرغم من ذلك، فإن المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب مرتبط بمنظر الكاميرا فقط؛ ففي مثال تطبيق ايكيا IKEA Place، إذا وضعت الأثاث خلف طاولة حقيقية للحصول على مظهر أفضل فلن تختفي خلفها؛ وهذا ما يحدث في ” الواقع المدمج “.
الواقع المدمج (المختلط) (Mixed Reality (MR
وهو دمج الواقع الحقيقي بالواقع الافتراضي لإنتاج بيئات ومرئيات جديدة بحيث تتفاعل الأشياء المادية والرقمية معاً، كما أن الواقع المدمج يزيل الحدود بين التفاعل الحقيقي والافتراضي، يعني أن الأشياء الافتراضية يمكن أن تختفي وراء الأشياء الحقيقية كما في مثال الطاولة قبل قليل.
الواقع الافتراضي هو بيئة افتراضية بشكل كامل؛ أما الواقع المعزز فهو عرض مركب لمحتوى تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب على أرض الواقع، ولكن لا يمكنه التفاعل مع البيئة؛ أما الواقع المدمج فإنه دمج الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي، والذي يمكنه أن يتفاعل مع البيئة الفعلية؛ أما الواقع الممتد فإنه يجمع بين هذه المصطلحات الثلاث تحت مصطلح واحد.
الفرق بين تكنولوجيا ويب 1 و2 في التعليم
تطور نمط التعليم الإليكتروني، من شكل سائد يعتمد على سلطة المعلم والمنهج الواحد الذي يقدم للطالب عبر شبكة الإنترنت، إلى نمط آخر يسمى “ويب 2” يلح على المتدرب والطالب في المشاركة في إعداد وصياغة المنهج الذي يرغب بتعلمه.
وبحسب دراسة د. هند الخليفة باسم “من التعليم الإليكتروني 1 إلى التعليم الإليكتروني 2” سنرى أن أنماطا من التعلم الإليكتروني ظلت سائدة قبل ظهور تكنولوجيا ويب 2.0 ومنها:
التعليم الأساسي (Essential): يجب على الطالب أن يدخل إلى المادة التدريبيَّة بشكل دوري من أجل المتابعة.
التعليم الممزوج (Blended learning): لا يتم إلغاء دور الصف التقليدي بل هو مزج بين الصف التقليدي والصف الإلكتروني حيث تستمر العمليَّة التعليميَّة عبر التكنولوجيا والإنترنت من خلال النقاشات والملاحظات ويجب في الوقت نفسه الحضور في الصفوف الاعتياديَّة من أجل تعويض ممّا نقص وإضافة أمورٍ جديدة.
تعليم إلكتروني كامل (Immersive): حيث يتواجد الطالب بالكامل في الواقع الافتراضي ولا وجود للحضور الفعلي الحقيقي في الصف بل العمليَّة التعليميَّة تكون كلها عبر الشبكة.
لكن ظهرت ثورة (الويب 2.0) وتم إطلاق هذا الاسم في عام (2004) عندما بدأ تفاعل المستخدم مع المواقع. وأصبح في مقدور مستخدم الإنترنت المساهمة في الإضافة على المحتوى المكتوب وبات الجميع قادراً على المشاركة في الكتابة وإضافة مقاطع الفيديو ونشر الصور ونشر المقالات وكتابة النقد وإضافة تعليقات، كما هو الحال في الموسوعة العالميَّة المفتوحة ويكيبيديا والمدونات ومواقع الفيديو.
والتعليم الإلكتروني (2.0 E-Learning) هو التعليم القائم على مبدأ مشاركة الطالب في كتابة وتعديل المنهج التعليمي واستخدام الادوات الجديدة في ويب (2.0) (المدونات، الشبكات الاجتماعيَّة، مواقع الفيديو، مواقع مشاركة الصور، مواقع مشاركة الوثائق والمستندات) وذلك بغية الحصول على تعليم أفضل وفوائد أكثر من خلال المشاركة والمناقشة والتعلم المشترك الحاصل بين الطلاب باستخدام تلك الأدوات.